في هذه الرواية، يُقدّم شكري المبخوت صورة بانورامية عن السلطة والبيروقراطية والاغتراب داخل مؤسسات الدولة الحديثة، من خلال شخصية “السيد العميد”، الذي يعيش في قلعة منعزلة، تُشبه في بنائها القلاع العسكرية، لكنها بلا معارك، ولا أعداء، ولا حتى معنى واضح لوجودها.
الرواية تُجسّد لعبة الوهم والتمثيل: القلعة ليست سوى مسرح كبير، حيث يتقمّص الجميع أدوارًا لا يفهمونها تمامًا، ويعيشون في دوامة من الأسرار، والتراتبية، والشك، والولاء المشروط.
أبرز محاور الرواية:
- السلطة كعزلة: العميد، رغم مكانته، يعيش في عزلة نفسية ومكانية، محاطًا بجدران من الخوف والشك
- القلعة كرمز: ليست مجرد مكان، بل استعارة عن الدولة، أو المؤسسة، أو حتى العقل البشري حين يُغلق على نفسه
- الناس كأقنعة: كل شخصية في القلعة تُخفي شيئًا، وتلعب دورًا، وتُراكم أسرارًا
- اللغة كأداة تفكيك: يستخدم المبخوت لغة دقيقة، مشبعة بالإيحاءات، تُفكّك الخطاب السلطوي وتُعرّي هشاشته
- الزمن المعلّق: لا نعرف متى تدور الأحداث بالضبط، مما يُضفي على الرواية طابعًا كابوسيًا، وكأنها تحدث في “اللازمن”
ما يميّز الرواية:
- الأسلوب الرمزي الواقعي: تمزج بين الواقعية السياسية والرمزية الفلسفية
- البنية المحكمة: تتصاعد الأحداث تدريجيًا، كأننا نغوص في دهليز نفسي لا نهاية له
- النقد السياسي والاجتماعي: دون أن تُسمّي، تُعرّي الرواية آليات القمع، والفساد، والاغتراب داخل مؤسسات الدولة
- الاشتغال على النفس البشرية: العميد ليس فقط مسؤولًا، بل إنسان هش، متردّد، ممزّق بين الطموح والخوف






