كريسماس في مكة تبدأ من لحظة غير متوقعة: دعوة من الأب إلى أبنائه للقيام برحلة عمرة في وقت عيد الميلاد. هذا التوقيت الغريب يفتح الباب أمام حوارات عميقة بين أفراد العائلة، الذين فرّقتهم المسافات والاختلافات الفكرية، وجمعتهم مكة في لحظة مراجعة شاملة للذات. الرواية تُروى من منظور الابن الأكبر، الذي يعيش في الغرب، ويجد نفسه مضطرًا لمواجهة ماضيه، علاقته بوالده، ومفاهيمه عن الدين، الهوية، والانتماء. من خلال هذه الرحلة، تتكشّف طبقات من الألم، الغضب، الحب، والحنين، وتتحوّل العمرة إلى رحلة داخلية نحو التصالح مع الذات والآخر. الرواية لا تقدّم إجابات جاهزة، بل تطرح أسئلة وجودية عن:
- معنى التدين في زمن الحداثة
- هل يمكن للعودة أن تُصلح ما أفسدته الغربة؟
- كيف نغفر لمن نحب حين يخذلنا؟
- وهل يمكن أن نبدأ من جديد في مكان بدأ فيه كل شيء؟
اللغة في الرواية شاعرية، introspective، وتتميّز بأسلوب سردي هادئ لكنه عميق، يدمج بين الحوار الفلسفي والمشاعر الإنسانية. كريسماس في مكة ليست فقط عن مكة، بل عن كل ما نحمله معنا إليها من أسئلة لم نجرؤ على طرحها.




